أقبل الليل وهدأ الكون ،
نامت العصافير وتوقفت عن التغريد ..
الصمت يلف المكان ..
القمر المضيء والنجوم المتلألئة في السماء ،،
تضفي على الهدوء روعةً وجمالاً وسحراً ..
أما أنا فلم اهتم بهذا كله ..
فقد حبست نفسي في غرفتي ..
حاولت النوم ولم أستطع .. أخذت أتقلب في فراشي .. كان شباك غرفتي مفتوحاً …
تحرك منها هواءٌ حرّكَ مشاعري .. فكرت في النهوض لأرى الجو في الخارج فقمت من فراشي ولكني اكتفيت بالنظر من النافذة وأخذت أستنشق ذلك الهواء العليل ..
أشعر أني مكتئبه وأن الهموم على صدري كالجبال .. تضغط على أنفاسي فتخرج حائرة لا تدري أترجع إلى النار التي بجوفي أم تترك صاحبتها وتخونها كما فعل أصحابها من البشر ..
ذهبت وجلست على الأريكة ..
آآآآآآآآه تنهيدةٌ عميقة،،،،
أطلقت من بعدها خيالي للعنان .. أخذت أقلب صفحات الماضي والذكريات ..
أغمضت عيناي فانسابت دمعةٌ ساخنة على خدي .. مع أنها تخفف ما في صدري من هموم ومتاعب إلا أني تضايقت منها ..
سألتها : لماذا نزلتِي أيتها الدمعة !؟ .. لماذا سمحتي لي بإخراجك !؟ ..
قالت :: أنا أصدق من يعبر عن الحزن والفرح .. عن الألم والشوق .. عن البعد والحنين .. حتى أن البعض قالوا (( الإنسانية دمعة )) .. ومعنى ذلك أنني أرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعنى الوجود والإحساس والرحمة وغيرها مما يدل على الإنسانية … ولكن أنتي قولي لي ماذا بك !؟ عندها أُخبرك لماذا نزلت ؟؟ ..
أجبتُ وقد تمددتُ على الأريكة أكثر : تسأليني عن حالي !! .. أنا كلي هموم وآلام .. كم سهرت أشتكي لليل ... عن وحدتي .. أشتكي لليل علّه يسليني بعدما هجرني كل الأحباب ..
قالت :: كل هذا وتسألني عن سبب نزولي !! لقد خرجت لأخفف عن نفسك القهر والألم .. لأعبر عن مدى صدقك ووفائك لمن هم لا يستحقون مشاعرك ..
قلت : ولكنني لا أريدك أن تخرجي من عيني ..
ردت مستفهمة :: ولماذا !؟؟؟ ..
قلت : لأنك تعصينني وتخونينني.. فأنا لا أستطيع حبسك وأحياناً تخرجين دون علم مني .. خصوصاُ عندما يكون سيلانكِ داخل قلبي بعيداً عن عيني ..
قالت :: هذا لا يهم .. المهم أنتي لماذا تؤذين نفسك في هذا الزمن !؟ .. الكل خائن وغادر إلا من رحم الله ..
قلت مقاطعه : لا .. أنا أرفض هذا الكلام وأنا وفيّه ومخلصه وأمقت الغدر والخيانة .. لا أعلم لماذا لم يعد مفهوم الصداقة الحقيقية متداولاً بين الناس .. كل ما يعرفون ويفهمون صداقة المصالح الشخصية .. لا مجال لديهم للود والتفاهم ..
أما الحب بينهم فمسكينٌ يرثى لحاله .. فهم يدعون أنهم يفهمون معناه الشريف الذي هو أبعد ما يكون عن مقاصدهم الدنيئة .. القاموس عندهم تبرأ من كلمتي الوفاء والإخلاص .. الطمع أعمى أعينهم فطغت عليهم الأنانية وحب الذات .. بعد هذا كله تريدينني أن أصبح مثلهم أو أسكت وأنسى ما يفعلون ؟؟؟؟؟؟؟؟ ..
قالت :: إن مشكلتك مشكلةٌ كبيرة " فأنتي مثل إنسان صوته جميل ولكنه يعيش عند أناس لا يمتلكون حاسة السمع " ..
سكتُّ برهة ثم قلت : أما كنت تقولين أنك تخففين عني أني أراكِي تزيدين جرحي جروحاً !؟ ..
قالت :: لا .. ولاكني أحاول مساعدتكي لحل مشكلتك .. لذا فأني أنصحكي بالصبر .. ربما يغير الله من حالٍ إلى حال .. ويرجع الناس إلى ما كانوا عليه في سابق عهدهم ..
قلت لها بيأس : صبرت ولكن صبري طال لدرجة أن الصبر قد أصابهُ الملل مني ..
قالت :: كان بودي - ياسيدتي - أن يكون حواري معك طويلاً ولكنني سأذهب مجبرةً ولا حيلة لي في ذلك حيث سيصيبني الجفاف بعد قليل .. ولكن أعلم أنكي إن بقيتي على هذه الحال فستخرج من عينيك دمعةٌ أخرى وتسبب لك ضيقاً أكبر .. إنكي تعيشن في زمن ليس بزمنك ومن المستحيل أن تفعلي شيئاً لوحدك .. فأستعيني بالله ولا تفكري في ذلك كثيراً .. وحذارِ أن يموت ضميرك .. إبقَي شمعةً مضيئة علَّ وعسى أن يستنير بها الآخرون من حولك .. أما الآن فقد حان وقت الرحيل .
وذهبت وصوتها لا يزال يتردد في مسمعي .. (( حـــــذارِ مـــــن مـــــوت الضـــــمـــــير )) ….
نامت العصافير وتوقفت عن التغريد ..
الصمت يلف المكان ..
القمر المضيء والنجوم المتلألئة في السماء ،،
تضفي على الهدوء روعةً وجمالاً وسحراً ..
أما أنا فلم اهتم بهذا كله ..
فقد حبست نفسي في غرفتي ..
حاولت النوم ولم أستطع .. أخذت أتقلب في فراشي .. كان شباك غرفتي مفتوحاً …
تحرك منها هواءٌ حرّكَ مشاعري .. فكرت في النهوض لأرى الجو في الخارج فقمت من فراشي ولكني اكتفيت بالنظر من النافذة وأخذت أستنشق ذلك الهواء العليل ..
أشعر أني مكتئبه وأن الهموم على صدري كالجبال .. تضغط على أنفاسي فتخرج حائرة لا تدري أترجع إلى النار التي بجوفي أم تترك صاحبتها وتخونها كما فعل أصحابها من البشر ..
ذهبت وجلست على الأريكة ..
آآآآآآآآه تنهيدةٌ عميقة،،،،
أطلقت من بعدها خيالي للعنان .. أخذت أقلب صفحات الماضي والذكريات ..
أغمضت عيناي فانسابت دمعةٌ ساخنة على خدي .. مع أنها تخفف ما في صدري من هموم ومتاعب إلا أني تضايقت منها ..
سألتها : لماذا نزلتِي أيتها الدمعة !؟ .. لماذا سمحتي لي بإخراجك !؟ ..
قالت :: أنا أصدق من يعبر عن الحزن والفرح .. عن الألم والشوق .. عن البعد والحنين .. حتى أن البعض قالوا (( الإنسانية دمعة )) .. ومعنى ذلك أنني أرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعنى الوجود والإحساس والرحمة وغيرها مما يدل على الإنسانية … ولكن أنتي قولي لي ماذا بك !؟ عندها أُخبرك لماذا نزلت ؟؟ ..
أجبتُ وقد تمددتُ على الأريكة أكثر : تسأليني عن حالي !! .. أنا كلي هموم وآلام .. كم سهرت أشتكي لليل ... عن وحدتي .. أشتكي لليل علّه يسليني بعدما هجرني كل الأحباب ..
قالت :: كل هذا وتسألني عن سبب نزولي !! لقد خرجت لأخفف عن نفسك القهر والألم .. لأعبر عن مدى صدقك ووفائك لمن هم لا يستحقون مشاعرك ..
قلت : ولكنني لا أريدك أن تخرجي من عيني ..
ردت مستفهمة :: ولماذا !؟؟؟ ..
قلت : لأنك تعصينني وتخونينني.. فأنا لا أستطيع حبسك وأحياناً تخرجين دون علم مني .. خصوصاُ عندما يكون سيلانكِ داخل قلبي بعيداً عن عيني ..
قالت :: هذا لا يهم .. المهم أنتي لماذا تؤذين نفسك في هذا الزمن !؟ .. الكل خائن وغادر إلا من رحم الله ..
قلت مقاطعه : لا .. أنا أرفض هذا الكلام وأنا وفيّه ومخلصه وأمقت الغدر والخيانة .. لا أعلم لماذا لم يعد مفهوم الصداقة الحقيقية متداولاً بين الناس .. كل ما يعرفون ويفهمون صداقة المصالح الشخصية .. لا مجال لديهم للود والتفاهم ..
أما الحب بينهم فمسكينٌ يرثى لحاله .. فهم يدعون أنهم يفهمون معناه الشريف الذي هو أبعد ما يكون عن مقاصدهم الدنيئة .. القاموس عندهم تبرأ من كلمتي الوفاء والإخلاص .. الطمع أعمى أعينهم فطغت عليهم الأنانية وحب الذات .. بعد هذا كله تريدينني أن أصبح مثلهم أو أسكت وأنسى ما يفعلون ؟؟؟؟؟؟؟؟ ..
قالت :: إن مشكلتك مشكلةٌ كبيرة " فأنتي مثل إنسان صوته جميل ولكنه يعيش عند أناس لا يمتلكون حاسة السمع " ..
سكتُّ برهة ثم قلت : أما كنت تقولين أنك تخففين عني أني أراكِي تزيدين جرحي جروحاً !؟ ..
قالت :: لا .. ولاكني أحاول مساعدتكي لحل مشكلتك .. لذا فأني أنصحكي بالصبر .. ربما يغير الله من حالٍ إلى حال .. ويرجع الناس إلى ما كانوا عليه في سابق عهدهم ..
قلت لها بيأس : صبرت ولكن صبري طال لدرجة أن الصبر قد أصابهُ الملل مني ..
قالت :: كان بودي - ياسيدتي - أن يكون حواري معك طويلاً ولكنني سأذهب مجبرةً ولا حيلة لي في ذلك حيث سيصيبني الجفاف بعد قليل .. ولكن أعلم أنكي إن بقيتي على هذه الحال فستخرج من عينيك دمعةٌ أخرى وتسبب لك ضيقاً أكبر .. إنكي تعيشن في زمن ليس بزمنك ومن المستحيل أن تفعلي شيئاً لوحدك .. فأستعيني بالله ولا تفكري في ذلك كثيراً .. وحذارِ أن يموت ضميرك .. إبقَي شمعةً مضيئة علَّ وعسى أن يستنير بها الآخرون من حولك .. أما الآن فقد حان وقت الرحيل .
وذهبت وصوتها لا يزال يتردد في مسمعي .. (( حـــــذارِ مـــــن مـــــوت الضـــــمـــــير )) ….
تعليق